کد مطلب:239504 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

الهدف 03
أن یجعل الامام (ع) قریبا منه ؛ لیتمكن من عزله عن الحیاة الاجتماعیة، و ابعاده عن الناس، و ابعاد الناس عنه ؛ حتی لا یؤثر علیهم بما یمتلكه من قوة الشخصیة، و بما منحه الله ایاه من العلم،



[ صفحه 215]



و العقل، و الحكمة. و یرید أن یحد من ذلك النفوذ له، الذی كان یتزاید باستمرار، سواء فی خراسان، أو فی غیرها ..

و أیضا .. أن لا یمارس الامام أی نشاط لا یكون له هو دور رئیس فیه ؛ و خصوصا بالنسبة لرجال الدولة، اذ قد یتمكن الامام (ع) من قلوبهم ؛ و من ثم من تدبیر شی ء ضد النظام القائم، دون أن یشعر أحد ..

و الأهم من ذلك كله : أنه كان یرید عزل الامام (ع) عن شیعته، و موالیه، و قطع صلاتهم به، و لیقطع بذلك آمالهم، و یشتت شملهم، و یمنع الامام من أن یصدر الیهم من أوامره، ما قد یكون له أثر كبیر علی مستقبل المأمون، و خلافته .

و بذلك یكون أیضا قد مهد الطریق للقضاء علی الامام (ع) نهائیا، و التخلص منه بالطریقة المناسبة، و فی الوقت المناسب ..

و قد قال المأمون انه : « یحتاج لأن یضع من الامام قلیلا قلیلا، حتی یصوره أمام الرعیة بصورة من لا یستحق لهذا الأمر . ثم یدبر فیه بما یحسم عنه مواد بلائه .. » كما سیأتی ..

و قد قرأنا آنفا أنه : « كان لا یصل الی الرضا الا من أحب ( أی هشام بن ابراهیم)، و ضیق علی الرضا ؛ فكان من یقصده من موالیه، لا یصل الیه » .

كما أن الرضا نفسه قد كتب فی رسالة منه الی أحمد بن محمد البزنطی، یقول : « و أما ما طلبت من الاذن علی ؛ فان الدخول الی صعب، و هؤلاء قد ضیقوا علی فی ذلك الآن ؛ فلست تقدر الآن، و سیكون ان شاء الله .. » [1] .



[ صفحه 216]



كما أننا نری أنه عندما وصل الی القادسیة، و هو فی طریقه الی مرو، یقول لأحمد بن محمد بن أبی نصر : « اكتر لی حجرة لها بابان : باب الی الخان، و باب الی خارج ؛ فانه استر علیك .. » [2] .

و لعل ذلك هو السبب فی طلبه من الامام (ع)، و من رجاء بن أبی الضحاك : أن یمرا عن طریق البصرة، فالأهواز الخ .. كما سیأتی :

و لا نستبعد أیضا أن یكون عزل الامام عن الناس ، هو أحد أسباب ارجاع الامام الرضا عن الصلاة العید مرتین [3] و للسبب نفسه أیضا فرق عنه تلامذته، عندما أخبر أنه یقوم بمهمة التدریس، و حتی لا یظهر علم الامام، و فضله .. الی آخر ما هنالك من صفحات تاریخ المأمون السوداء ..


[1] رجال المامقاني ج 79 / 1، و عيون أخبار الرضا ج 212 / 2.

[2] بصائر الدرجات ص 246، و مسند الامام الرضا ج 155 / 1.

[3] هذه القضية معروفة و مشهورة ؛ فراجع : الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 247 ،264، و مطالب السؤول، لمحمد بن طلحة الشافعي، طبعة حجرية ص 85، و اثبات الوصية للمسعودي ص 205، و معادن الحكمة ص، 181 ،180، و نور الأبصار ص 143، و شرح ميمية أبي فراس ص 165 ، و اعلام الوري ص 323 ،322، و روضة الواعظين ج 272 ،271 / 1، و اصول الكافي ج 490 ،489 / 1، و البحار ج 172 ،171 ،136 ،135 / 49، و عيون أخبار الرضا، و ارشاد المفيد، و أعيان الشيعة، و كشف الغمة، و غير ذلك ..

و لسوف يأتي في فصل : خطة الامام ، و غيره من الفصول ، ما يتعلق بذلك ان شاء الله تعالي.